top of page

  تفكير إنعكاسي 4

14.05.2017

حدث الموقف الذي سأتكلم عنه في تاريخ 14.05.17، بعد انتهاء الدرس الرابع في ساحة المدرسة، فبعد انتهاء الدرس الرابع توجهت الى ساحة المدرسة للاستراحة قليلا وكل الطلاب كانوا في غرف الدراسة ولم يكن اي طالب في الساحة، فاذا باحد الطلاب يمر من امامي ويخبرني "عقبال ما تصيري رئيسة شركة هايتك معلمتي"، فاخبرته "شكرا، بس انا بدي اشوفك انت رئيس شركة هايتك"، فاجاب وهو يمشي "انا مروح على الدار بهاي الساعة...مستحيل اصير رئيس اي شركة...مستحيل اوصل اشي بحياتي". واختفى قبل ان اتمكن من الرد عليه، وبعد دقيقتين بالضبط رجع لكي يشتري من المدرسة، لذا ناديت عليه وتحدثت معه انه يستطيع ان يكون اي شيء يريده، وعليه دائما الاجتهاد لتحقيق احلامه وعدم التنازل.

عندما حدث هذا الحدث شعرت بالحزن وخيبة الامل، لانني اعتقد انه من حق كل طالب ان يدرك ان بمقدوره ان يكون اي شيء يريده بالحياة، وليس عليه تقييم نفسه فقط بسبب تحصيله الدراسي  او اي ساعة يعود فيها الى البيت، لانني اؤمن من كل قلبي انه من مقدور كل انسان النجاح بالامر الذي يريده بالحياة. فشعرت بالحرقة واردت الانفجار لانه يوجد طلاب في بداية حياتهم يشعرون بشعور الطالب هذا. وبدأت اتساءل بعد حدوث هذا الامر "لماذا يشعر الطالب هكذا؟"، و"هل يعلم معلميه او اهله بشعوره هذا؟" وحقا اردت اجابة على هذه الاسئلة.

انا متأكده ان كثير من الطلاب يشعرون كما يشعر هذا الطالب، فاكبر مثال هو اخي؛ اخي الاصغر لا يحب القراءة والاعمال المدرسية كثيرا، وطبعا عندما ارادت المدرسة الثانوية تصنيف الطلاب المنتسبين اليها الى تخصصات، تم وضعه  بتخصص الذي لطالما اعتبر ليس جيد، واتى ليتكلم معي عن الموضوع وماذا عليه ان يفعل، ومن كلامه شعرت مدى تأثير المدرسة والمعلمين والمجتمع عليه لدرجة انه ظن بانه اقل من الآخرين وعليه ايجاد مهنة في اسرع وقت ممكن، ولكن في الحقيقة جميع التخصصات متشابهة، ولا يوجد فرق بينها الا بموضوع او اثنين. 

نقطة الضعف في الحدث كانت عدم اللحاق بالطالب من البداية، فماذا كان سيحدث اذا لم يرجع للمدرسة؟ ربما كان سيعقد انب اوافقه بما قال، الامر الذي من الممكن ان يؤثر عليه اكثر، ويسيء الوضع. اما نقاط القوة كانت عندما ناديت عليه والجلوس للتكلم معه من تجربتي الخاصة وتوضيح له انه اكثر من مجرد علامة. 

يوجد الكثير من الاسباب التي تؤدي الى شعور الطالب هكذا، احداها ان تحصيله الدراسي متدني جدا، فلقد رأيته بذات اليوم مع معلمة خاصة التي تدرسه بشكل فردي كي يحسن من علاماته، والاهل والمجتمع كثيرا ما يحبطوا الطلاب الذين تحصيلهم متدني ويخبروهم انهم لن ينجحوا في حياتهم. ومن الممكن ان اهله يضغطون عليه كثيرا في الدراسة والحصول على علامات عالية، لدرجة انهم اصبحوا يذكروه باهمية العلامات في الحياة وهذا ما يسمعه كل يوم، لذا من الممكت انه يؤمن بان العلامات هي كل شيء. على الاهل ان يكونوا واعيين لابناءهم والتكلم معهم طوال الوقت حول اهميتهم والايمان بقدرتهم على النجاح، وتحفيزهم، وتذكير ابناءهم ان ليس كل شيءبالحياة هي علامات. واعتقد انه على مربيي الصفوف ان يذكروا طلابهم دائما ان التحصيل الدراسي لا يعني شيئا، وكل انسان يستطيع تطوير نفسه، وتحقيق احلامه اذا سعى لذلك، وعدم القسوة على الذات بالاخص بجيل حساس مثل مرحلة المراهقة.

تعلمت من هذا الموقف اهمية التكلم عن هذه المواضيع مع الطلاب، فلاني كبرت ونسيت هذا الشعور المشابه الذي كان يراودني عندما كنت صغيرة، تذكرت هذا الشعور والاشخاص الذين بفضل كلماتهم المشجعة استطعت الوصول الى ما اردته بحياتي. فللمعلم هذه مجرد كلمات، اما للطالب من الممكن ان تغير هذه الكلمات حياته.

© 2023 by  Al-Qasemi Students.

Proudly created with Wix.com

bottom of page