13.03.2017

كنت انا وزميلتي بإجتماع مع المعلمة المدربة أ. حنان أبو مخ داخل مكتبة مدرسة سالم في تاريخ 13.03.2017 الساعة 11:00 تقريبا، حيث كنا نتكلم عن التطبيقات العملية والأمور التي سنقوم بتمريرها للطلاب في الدروس القادمة. وإذا بأحد طلاب الصف الثامن يدعى سمير دخل إلى غرفة الصف وقام بالصراخ على أحد زملائه، ثم ضربه ورفض الخروج من غرفة الصف بعد أن طلبت منه المعلمة ذلك عدة مرات.

عندما حدث هذا الموقف شعرت أن المعلمة كان لا حول لها ولاقوة، بالأخص أنها بدأت تبرر عدم إنصياع الطالب سمير لها عندما طلبت منه الخروج العديد من المرات. وفكرت في نفسي أنه سيكون من الصعب أن اتعامل مع هذا الطالب وجعله يصغي إلي، فهو لا يفعل هذا مع معلمة يعرفها منذ حوالي النصف سنة!

فكرت أيضا أن المعلمة لم تقم بدورها على الشكل المطلوب، فهي لم تتحرك ساكنا ولم تعاقبه على ضربه للطالب الآخر أو لعدم إنصياعه للأوامر، بل بقيت جالسه على المقعد ولم تحرك ساكنا مع أنني توقعت منها التحرك والفصل بينهم.

     كنت اتساءل طوال الوقت "لماذا لم تفعل المعلمة شيئا؟" ولربما السبب هو مرضها - فهذا ما قالته لنا بعد حصول الحدث، وتساءلت ايضا "لماذا لم تفعل المعلمة شيئا لجعل الطالب يصغي لها من بداية السنة؟ لأنه كان يتصرف بطريقة غير لائقة طوال الدرس" ومن الممكن ان يكون السبب هو خلفية الطالب أو أن المعلمة لم تتمكن من تغيير سلوكه معها بالطريقة المناسبة، وخطر على بالي "لماذا يتصرف الطالب سمير على هذا النحو؟" فهو يعرف أن التصرف هذا هو غير مقبول في مدرسة، أو حتى مع زميل.   

ذكرني هذا الحدث في الكثير من الطلاب الذين علمناهم في التطبيقات سابقا، بحيث أنه يوجد طالب واحد على الأقل في كل صف علمته الذي يشاغب كثيرا أثناء الدرس، ولا يحب أنصياع الأوامر التي تعطى له. وعلي أن اذكر زميلي في المدرسة الإبتدائية الذي كان يتكلم طوال الدرس ويشاغب ولم يتهم بأحد غير نفسه، في أحد الأيام إكتفى أحد المعلمين من هذا الطالب وصرخ عليه، وانتهى الموقف بطرد الطالب من المدرسة بعد ضربه للمعلم.

من الصعب التكلم عن نقاط قوتي وضعفي في الموقف لأني لم أكن جزءا فعالا به، ولكن سأذكر أن أحدى الإيجابيات في رد فعلي (عدم التدخل) هو احترام المعلمة الموجودة داخل الصف وإشعارها أنه لها سلطة، ولكن إحدى السلبيات برد فعلي هو أن الطالب سيعتقد اننا سنسكت على تصرفه هذا في الدروس القادمة.

أعتقد أن نقطة قوة المعلمة في الموقف هو الهدوء أثناء وقوع الحدث، فهدوئها جعل بقية الصف مرتاح وخالي من الشعور بالقلق. ولكن، إحدى نقاط الضعف لديها هو السماح للطالب عدم إحترام كونه بمدرسة وتصرفه الغير لائق مع الأشخاص في الغرفة.  

أنا لا أعرف المعلمة جيدا لأنني إلتقيتها بنفس اليوم، ولكن من الممكن أن تكون المعلمة مرهقة جدا، فهي تأتي إلى المدرسة من مكان بعيد جدا، ولم تكن بصحة جيدة، وذكرت أنها عندما حضرت إلى المدرسة لم يخبرها أحد أن الصف الذي ستعلمه عليه القيام بأمر آخر ولن تقوم بتعليمهم، ووضعوها مناوبة في ساحة المدرسة. لذا أعتقد أن المعلمة لم تقدر على النهوض وإبعاد الطلاب عن بعضهم.

ولكن لو كنت أنا شخصيا بدل المعلمة وكنت مرهقة جدا وحدث الحدث هذا أمامي كنت سأقوم بمناداة أحد المعلمين لأبعاد الطلاب عن بعضهم البعض، بالأخص أنه يوجد معلمين في الساحة طوال الوقت. أو التكلم مع الطالب على إنفراد، والتواصل مع أحد أولياء أموره، وإذا لم ينفع هذا كنت استطيع ارساله إلى مدير المدرسة كي يعاقب الطالب بالشكل المناسب كي لا يفعل الطالب هذا التصرف مرة أخرى.

بما أن اليوم كان أول يوم لنا في المدرسة، لذا لا اعرف الطلاب جيدا ولا أعرف عن خلفيتهم الإجتماعية، ولكن من الممكن أن الطالب يريد شد انتباه المعلمة، فعندما كان يشعر أن المعلمة تتكلم مع طالب آخر خلال الدرس وتنسى أمره كان يفعل أمر غير لائق مثل الصراخ، النهوض والتجول دون أخذ إذن... ليشد انتباه المعلمة، والطالب لديه تحصيل عالي مما علمته من المعلمة.

أو من الممكن أن الطالب يعاني من أمر معين الذي يجعله يتصرف على النحو الذي تصرف عليه.

الأمر الذي لم اكف عن التفكير به بعد الحدث هو كيف سأقوم بالتصرف إذا  مر علي هذا الحدث في المستقبل، بالأخص أنه يحصل كثيرا، واستنتجت أنه علي معرفة طلابي جيدا في بداية السنة، لأن التعامل مع الطلاب يختلف لأنهم مختلفين، وأن لا أسمح لطالب بالقيام بتصرف غير لائق من المرة الأولى التي يحاول عملها، كي لا يظن أنه لا بأس بذلك.